نادي الفروسية
شهدت الرياض طفرة إنشائية هائلة خلال السبعينيات والثمانينيات نتيجة لارتفاع أسعار النفط في السبعينيات، في ذلك الوقت وصفت مجلة نيوورك مدينة الرياض بأنها “أكبر موقع بناء في تاريخ البشرية”. خلال العقد الممتد من 1977 إلى 1986 ، تم إصدار 11500 رخصة بناء في المتوسط في الرياض كل عام. ظهرت في تلك الفترة بعض المباني التي تعد بأنها أثرت في تطور عمارة الرياض. عدد من المشاريع التي أثرت في اتجاهات البناء والذوق المعماري في الرياض خلال أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات. وهي تشمل برج مياه الرياض، وفندق الانتركونتيننتال ، ونادي الفروسية (الشكل 1.1 ) ، ومستشفى الملك فيصل التخصصي.
صُمم نادي الفروسية من قبل المعماري فرانك باسيل خريج معهد جورجيا للتكنلوجيا، ساعد في تخطيط وتصميم المنشآت العسكرية للولايات المتحدة. يمتلك المعماري فرانك باسيل عدة مشاريع مهمة في المملكة العربية السعودية منها، مبنى سفارة اليونان في حي السفارات بالرياض، مقر الدفاع الجوي في الرياض، إستاد الدمام في الدمام ومن ضمنها ايضا نادي الفروسية في الرياض. ويلاحظ في المعماري فرانك باسيل التنوع الكبير في نوع المشاريع وكثرة مشاريعه في الشرق الأوسط خصوصا في المملكة العربية السعودية. ويلحظ على المعماري أن لكل مشروع من مشاريعه روح وأسلوب مختلف وهذا الشيء ليس بالضرورة يرجع بالسلب على المعماري بل يدل على تلون المعماري وتنوع حلوله مع تنوع نمط المشاريع.
نادي الفروسية له مكانة مهمة في مجتمعنا العربي المسلم لكونه يحتضن رياضة تعد من الرياضات العربية التاريخية كما أن الفروسية مرتبطة بمفهوم التربية والتعليم الذي حث عليها ديننا الإسلامي لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (علمو أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)، ولذلك ركوب الخيل له أهمية كبيرة في مجتمعنا العربي لكونه نوع من أنواع التعليم ويرجع ذلك لأهمية إنشاء نادي فروسية لنشر هذا الهدف لأبنائنا.
يقع مبنى نادي الفروسية في المملكة العربية السعودية، الرياض تحديدًا بالملز جانب منتزه الملك عبدالله، تبلغ مساحة المشروع حوالي 3200 متر مربع ، يتضمن المجمع مساحات ترفيهة ومسبح كبير وصالة ألعاب رياضية ومطاعم وملاعب كرة سلة وتنس خارجية. يواصل المبنى حاليا خدماته لسكان المدينة مع الإستجابة لمتطلبات واحتياجات سكان المنطقة ، الثقافية والرياضية. قام المعماري بتطوير نادي الفروسية لإستيعاب سكان الحي. يعتبر هذا المشروع من أوائل تجاربة التصميمة في المملكة العربية السعودية ويعد هذا التصميم من أكثر المشاريع جرأة في التصميم والتلاعب بالأشكال والزوايا.
أستوحى المصمم الفكرة التصميمة بداية من الشكل الثماني الأضلاع التي بدورها تعطي المبنى شعور بالإتزان والثقل وبذلك وظف المعماري الأضلاع وميلانها للخارج بأنها تعطي تأكيد للمبنى وظل للواجهة الرئيسية، وأيضا وظف المعماري الاضلاع المستمرة والممتدة من خارج إلى داخل المبنى بأن تكون عنصر إنشائي يحمل المبنى وايضا تقسم الفراغات و تخلق إتصال بصري للمستخدم من خارج إلى داخل المبنى وتمتد هذه التقسيمات لتكون الموقع العام والفراغات.
وقد ساعد خيار المعماري المعماري فرانك إستخدام وتوظيف الشكل المثمن للمبنى على سهولة التنقل بين المساحات الداخلية والخارجية، بالإضافة إلى انه يسمح للضوء الطبيعي للدخول من جميع الجهات والجوانب لدى المبنى . أضفى ذلك إستخدام الميول بالأسقف إنسيابية دخول الهواء للفناء الداخلي والتهوية الطبيعية للمبنى .ركز المعماري فرانك باسيل على كتلة متباينة خلقت ديناميكية على مستوى التصميم للحوائط لخارجية الخراسنية المتقاطعة ، تتكون واجهات المبنى من حوائط بميول تسمح للمستخدمين داخل المبنى من رؤية الإفنية الموجودة خارج المبنى. إستخدم المصمم التغطيات بالخيام للمدخل الرئيسي لتعطي تأكيد وقوة للمدخل كما يظهر بالشكل 1.3.
بسبب إستخدام المعماري فرانك الشكل المثمن للمبنى تكونت الأعمدة المحيطة بالفناء الداخلي على ميول موازي لميول الحوائط تعطي رؤية بصرية جمالية وتقسيم مريح لعين المستخدم. أيضًا إستخدام الواجهات الزجاجية لتعطي إتصال بصري للمستخدمين من داخل المبنى للفناء الداخلي. عبر المعماري عن روح العمارة السعودية بإستخدامه للأشكال الصريحة حول المشروع والميلان والزوايا الجريئة التي تعكس وتترجم المثلث النجدي وهذا مايظهر في ممرات وعناصر المبنى الداخلية من إستخدام فتحات وأبواب ونوافذ مكملة للشكل والزوايا المنحنية للمبنى نفسه. وفق المصمم في توظيف وإكمال اللغة المستخدمة في جميع أنحاء المبنى الداخلية والخارجية وتعد المسطحات الخضراء حول المشروع جزء لايتجزأ من الروح والهوية المستخدمة للمشروع بل وتعد مكملة للمشروع.
إعتمد المعماري فرانك الزجاج بكثرة بالواجهات الرئيسية للمبنى وأيضا الواجهات للفناء الداخلي بنسبة كبيرة قد تكون احد المشاكل المتعلقة بالمبنى بسبب المناخ الجاف الحار للمنطقة، إستخدم المصمم الخيام لتغطية بعض أجزاء الواجهات ولكن هذا الحل يعتبر غير كافي لتظليل المبنى ومنع دخول أشعة الشمس الضارة للمبنى.
الخلاصة:
تميز مبنى نادي الفروسية بقوة الفكرة التصميمة وترجمتها على المبنى وتعامل المعماري مع لغة العمارة المحلية والمحافظه عليها ، أيضا تميز المبنى بقوة الكتلة وبساطة اللغة وعدم التكلف بإستخدام التشطيبات والإعتماد على التشكيل بالكتل والإعتماد على اللون الأبيض للخرسانة والظلال وأيضا إستغلال المعماري الخيام وإستخدامها كتغطيات للواجهات الرئيسية.
المراجع:
- موقع المعماري فرانك باسيل
- موقع العمارة السعودية
- موقع مركز الدراسات البيئية المبنية